التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الوجيز في منازعات الشركات القانونية



إن ضرورة معالجة القضايا التجارية من طرف قضاة متخصصين ومتوفرين على جميع الإمكانيات اللازمة لجعلهم يفصلون في النزاعات المعروضة عليهم بالسرعة التي تتطلبها الحياة التجارية، أصبحت في ظل عولمة التجارة والاقتصاد من أهم المطالب التي يعلق على تحقيقها المستثمرون، ولاسيما الأجانب استثمار أموالهم في أي بلد من البلدان.

هذه الضرورة هي التي دفعت مصر  إلى إحداث محاكم تجارية  مستقلة عن المحاكم  العادية بمقتضى القانون  وكذلك محاكم اقتصادية في خطوة احدث

وفي اطار من التطوير والتحديث المستمر و استكمالاً لمنظومة الخدمات  المقدمة من الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة لتحسين مناخ الاستثمار، تم إنشاء مركز تسوية منازعات المستثمرين في عام 2009 لتسوية المنازعات التي قد تنشأ بين المستثمرين عن طريق الوساطة.

وقد روعي عند وضع قواعد المركز الاستفادة من آخر ما انتهت إليه الممارسات الدولية والتشريعات المقارنة، وكذا توصيات لجنة الأمم المتحدة للقانون التجاري الدولي (الأونسيترال).

الوساطة هي إحدى الوسائل البديلة للتقاضي، وفيها يقوم شخص محايد (وسيط) بمساعدة أطراف النزاع في سعيهم للوصول إلى تسوية ودية وسريعة للنزاع القائم بينهم، وذلك توفيراً للوقت والمال والجهد، دون إخلال بحق الأطراف في اللجوء إلى القضاء.

فإن كانت الغاية من اللجوء إلى الوساطة هي ضمان الوصول لحل سريع نابع من أطراف النزاع يحقق مصالحهم وينأى بهم عن بلوغ مرحلة التقاضي بما تمثله من إجراءات معقدة وطويلة يصعب التنبؤ بنتيجتها، فإن الحاجة لتنظيم إجراءات الوساطة تظل دائما من الأولويات التي تكفل تحقيق التوازن بين حقوق أطرافها والتزاماتهم تحقيقاً للأهداف المرجوة منها، ومن هنا كان لزاماً علينا تنظيم إجراءات الوساطة والتزامات جميع المشاركين فيها بالقواعد الماثلة. ​


 ومن احدث هذه الخدمات  انه يستطيع المستثمرون تصفية شركات الأموال وشركات الأفراد والأشخاص بعد يومين من إخطار الإدارة المعنية في مركز خدمات المستثمرين و استيفاء الإستمارة و بعض الوثائق المطلوبة.

يمكن للمصفي - أو الوكيل الذي تم تفويضه بتوكيل - الحصول على المستندات التي تؤكد تصفية الشركة وشطبها من السجل التجاري من مركز خدمات المستثمرين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انعقاد الجمعيات العامة (العادية وغير العادية) للشركات وفقاً لأحكام القانون رقم 159 لسنة ١٩٨١

انعقاد الجمعيات العامة (العادية وغير العادية) للشركات وفقاً لأحكام القانون رقم 159 لسنة  1981 (مصر) (مدعوم بنصوص القانون وأحكام محكمة النقض والمحكمة الاقتصادية وممارسات هيئة الاستثمار) مقدمة يتناول هذا المقال قواعد انعقاد الجمعية العامة العادية وغير العادية للشركات الخاضعة لأحكام القانون رقم 159 لسنة 1981 (قانون شركات المساهمة وشركات التوصية بالأسهم والشركات ذات المسؤولية المحدودة)، مع إبراز النصوص القانونية الأساسية، شروط وآليات الدعوة والانعقاد، إجراءات اعتماد محاضر الجمعية لدى جهات الاستثمار، أسباب بطلان قرارات الجمعيات، آليات الطعن والإجراءات القضائية المتاحة، والفرق بين حضور الشركاء شخصياً أو بالتفويض (الإنابة أو التوكيل)، مع استشهاد بأحكام قضاء محكمة النقض والمحكمة الاقتصادية ذات الصِّلة.  1. النصوص الأساسية المتعلقة بالجمعية العامة تُطبَّق أحكام القانون رقم 159 لسنة 1981 على شركات المساهمة وشركات التوصية بالأسهم والشركات ذات المسؤولية المحدودة، ويحتوي على مواد تنظيمية أساسية بشأن اختصاصات الجمعية العامة، قواعد الدعوة، النصاب، والأغلبية المطلوبة لاتخاذ القرارات.  ما...

روب المحاماة

*بحث قانوني في جرائم الإنترنت وفقًا للقانون المصري

  *بحث في جرائم الإنترنت وفقًا للقانون المصري قراءة تحليلية في الأركان والعناصر وأسباب الإدانة والبراءة في ضوء الفقه وأحكام النقض** مقدمة شهد العالم في العقدين الأخيرين ثورة رقمية لم يسبق لها مثيل، امتدت آثارها إلى جميع مناحي الحياة، فبدّلت أساليب التعامل، وأعادت تشكيل مفهوم الخطر، وابتدعت صورًا جديدة من الإجرام لم تكن مألوفة في الفكر القانوني التقليدي. ومع تزايد اعتماد المؤسسات والأفراد على المنصات الرقمية، أخذت الجرائم الإلكترونية مكانها بين أخطر المهددات المعاصرة، مستغلة سرعة التقنية وسهولة إخفاء الهوية واتساع الفضاء الإلكتروني دون حدود جغرافية. ولم يفت المشرّع المصري إدراك هذا الواقع؛ فصدر القانون رقم 175 لسنة 2018 بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وهو أول تشريع شامل يؤسس إطارًا قانونيًا للوقاية من هذه الجرائم وضبط مرتكبيها، واضعًا أدوات جديدة للإثبات وجسورًا بين ما هو تقني وما هو قانوني. يهدف هذا البحث إلى دراسة أهم الجرائم الواردة في هذا القانون، وتحليل أركانها وعناصرها وأسباب الإدانة والبراءة ، مع الاستناد إلى آراء الفقه واتجاهات محكمة النقض، في إطار صياغة أكاديمية ذ...